أسس التعامل مع المرضي وكبار السن

يُنصَح بقضاء بعض الوقت مع كبار السنّ ؛ إذ إنّ الجميع بحاجة إلى الاتّصال مع الآخرين؛ ولهذا يجب تخصيص بعض الوقت لتبادل الزيارات الاجتماعية معاً، أو شُرب القهوة، أو تناول الطعام، أو مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية، أو ما إلى ذلك من نشاطات.
• الاهتمام بسلامتهم وإشعارهم بالأمان :
يُنصَح بترتيب المنزل بطريقة تُسهّل على كبار السن التحرُّك بسهولة داخله؛ فمثلاً يجب تغيير أضواء المَمرّات، والغرف، وتركيب أضواء أقوى، وتركيب حمايات على الدرج؛ لمَنع سقوطهم، بالإضافة إلى وَضع الشريط اللاصق العاكس، كما يُنصَح بمرافقة كبار السنّ إلى غُرَفهم، خاصّة أولئك الذين يعانون من مرض ألزهايمر؛ لأنّهم مُعرَّضون لنسيان أماكن غُرفهم، كما يُمكن صُنع فتحة في الباب؛ حتى يتمكّن كبير السن من رؤية الزائر له قبل فتح الباب، ووَضع جرس للطوارئ، وغيرها من التدابير الأمنيّة.
: • التعامل معهم بالصبر والرحمة :
من الأمور التي يجب مراعتها مع كبار السن هي التعامُل معهم بالرحمة، والصبر عليهم، بالإضافة إلى احترامهم، فأحياناً قد يشعر الشخص بفُقدان الصبر، والضجر، خاصّة عند رعاية كبار السنّ الذين يعانون من النسيان، والحركة البطيئة، واللامبالاة؛ ولذا يجب الحرص عند التعامل معهم، وذلك بعدم الإساءة إليهم، ووضع الشخص نفسه مكانهم، والتعاطُف معهم، وغيرها من الأمور.
• الاهتمام بتغذيتهم :
من الأمور المهمة والتي يحتاجها كبار السن هي حصولهم على الغذاء الصحّي؛ ويكون ذلك من خلال الرجوع إلى أخصائيّي التغذية، واستشارتهم؛ لمعرفة الغذاء الذي يجب تقديمه إليهم، فيمكن مثلاً تجهيز وجبات أسبوعية، وتسخينها ليتناولها كبير السنّ كلّ يوم.

لكي نستطيع تقديم الرعاية للمسنّ بالشكل الصحيح، لا بدّ من التعرف على التغيرات التي تحدث له في هذه المرحلة العمرية، وهذه التغيرات هي:

• التغيرات الجسدية: كلما تقدم الإنسان في السن تظهر عليه تغيرات فسيولوجية، تصل في مراحلها الأخيرة إلى الضعف الجسدي، فترتخي عضلات جسده، وكذلك أعصابه، فهنا يحتاج المسنّ إلى مساعدته بقضاء حوائجه اليومية.

• التغيرات النفسية: يعيش المسّن تحت ضغوط نفسية كبيرة ،لإحساسه بالضعف، وبحاجته إلى المساعدة والعون، لذا يجب التعامل معه من منطلق الواجب وليس الإحسان، وإقناعه بأنّ هذه هي سِنة الحياة وأنّ كل صغير سيصل هذه المرحلة، ويصبح بحاجه إلى المساعدة، وما هي إلا أدوار، فأنا أعتني بوالدي من أجل أن يعتني بي بني.

• التغيرات الغذائية: لم يعد باستطاعة المسن تناول أي غذاء، خاصة إذا كان مصاباً ببعض الأمراض، فيجب التعرف على الأطعمة التي تناسبه، والتي تحتوي على الفيتامينات، ومواد غذائية سهلة الهضم.

• التغيرات الصحية: إنّ ضعف جسم المسن يقلل من قدرته على مقاومة الأمراض، لذا يجب التعرف على الأمراض التي يعاني منها أولاً، ومن ثم توفير البيئة الصحية التي تقلل من إصابته بالأمراض.

• التغيرات الاجتماعية: إن تواصل المسن مع أصدقائه مهم جداً، فيجب توفير البيئة المناسبة لتسهيل جلوس المسّن مع أصدقائه، خاصة رفاق الشباب، وتذكيره بمرحلة قوته، وعنفوانه، لمساعدته على استعادة ثقته بنفسه. مما سبق يتضح لنا أنّ المسنّ يحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين، فلا بدّ لنا أن نكون أهلاً لذلك حتى لا نشعرهم بضعهم وقلة حيلتهم، فأنا اليوم قوي لكن لا بدّ من يوم يأتي أحتاج فيه من يساعدني ويساندني في ضعفي هذا.

عادة ما يصاب كبار السن بالنسيان وضعف الذاكرة فتجده يتحدّث إليك بنفس الموضوع مرات عديدة أو أن يقاطعك أثناء حديثك، فعليك التزام الهدوء وعدم الشعور بالضجر منهم، بل أعطهم فرصة للحديث والتكّلم عما في داخلهم فهم يرغبون بالفضفضة والحديث عن مشاكلهم. يجب تجنّب الحديث أمام المسنّ بصوت منخفض فقد يظن أنّك تتكلّم عنه. ساعدهم بالتعرف علة مشاكلهم وإيجاد الحلول لها ولا تتردّد من الإجابة على أسئلتهم إن كانت مكرّرة أو مملة. انظر اليهم وهم يتكلمون حيث يشعر المسن بأنّك مهتمّ به ولكلامه. حاول قضاء حاجاتهم وطلباتهم في نفس وقت الطلب ولا تشعرهم بالغضب أو الضجر.